نقول للأمة جمعاء: إن اليهود هم اليهود؛ لم تتغير طبائعهم، ولم تتبدل صفاتهم، فالخوف وصفهم، والجبن طبعهم، والذلة والصغار قدرهم، ومهما ملكوا من ترسانة عسكرية إلا أن سنة الله فيهم معلومة.
يقول الله تعالى: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ). [سورة آل عمران، الآية 112]. ويقول سبحانه: (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ). [سورة الحشر، الآية: 14].
ولا أدل على ذلك من تلك الصور التي نراها في وسائل الإعلام، والتي تكشف لنا بكل وضوح وجلاء وصدق وصفاء: كيف أن أطفالاً صغاراً يحملون الأحجار في أيديهم المتوضئة ترهب وتزلزل رجالاً قد تترسوا بأنواع من الأسلحة، وجهزوا بمختلف العتاد؟! ومع ذلك يفرون كالفئران أمام أشبال الإسلام وأطفال الحجارة؟!.
هؤلاء الفتية الذين آمنوا بربهم، وزادهم الله هدى وإيماناً، وتقوى وصلاحاً، لم يتعلموا في مدارس عسكريه، ولم ينتسبوا في جيوش عربية، ومع ذلك استطاعوا أن يخلعوا قلوب الأعداء، ويزلزلوا كيان اليهود الأذلاء، ويجلبوا لهم الرعب والهلع الذي أقض مضاجعهم، وأقلق بالهم، وهز وجدانهم! فكيف لو توحدت الأمة واجتمعت كلمتها على دين ربها؟! إذن لألقينا إسرائيل في البحر بصدق!.
إنّ هؤلاء الشباب يقولون للعالم: إن الهمم العاليات أقوى من الدبابات، والعزائم الرائعات أشد صلابة من المدرعات.
وهنا، وقبل أن يقف القلم، أقول كلمه أخيرة:
إنّ هذه الكلمات لا تعني أن نركن إلى الدعة والسكون والنوم والركون، كلا، بل يجب أن نمتثل أمر ربنا في سورة الأنفال:
(وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ). [سورة الأنفال، الآية: 60].
وحينما نقوم بهذا ونتقي ربنا، فابشروا بالنصر والتمكين، فالنصر قرين التقوى: (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ). [سورة محمد، الآية: 7].