تمضي سنوات عديدة ، يعيش معها الإنسان حياته صغيرا لا يعرف شيئا ، حتى أنه لا يستطيع الخروج من المنزل الذي ولد فيه . وتمضي الأيام والشهور والسنين ، و يكبر الإنسان ويتعرف على أشياء عدة ، ويصادق بها الكثير من الناس ، يحب بعضهم ويحزن إن فارقهم ، ويبغض بعضهم ولا يحب تذكرهم !
هكذا يعيش الإنسان حياته وهكذا تمضي به الأيام .
وعن هذا الحديث اكتب مقالتي هذه، اذكر فيها من هو الصديق الذي نحزن لفراقه ونتمنى بقاءه معنا ، ومن هو الذي قد نتمنى فراقه ونسيانه.
فالصداقة شيء جدا رائع وجميل ، ولها تأثير كبير على الناس ، قد يكون هذا التأثير سلبي على الصديق ، وقد يكون ايجابي .
ولا نتعرف على نوع التأثير الذي أصاب الإنسان إلا بعدما تمضي الأيام وتصبح ذكريات.
وحينها، نستطيع التعرف على نوع الرفقة التي كانت. فالمعروف أنه متى كانت الرفقة صالحه رأينا التغيير والاختلاف الايجابي في معاملة الناس لنا ، ومتى كانت الرفقة سيئة عرفنا ذلك أيضا.
فالرفقة الصالحة خير ما يتمنى الإنسان الحصول عليه ولا أروع من ذلك حيث ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه عن السبعة الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ) أو كما قال .
و قال علي بن أبي طالب كرم الله وجههإن أخاك الصدق من كان معك ومن يضر نفسه لينفعك ومن إذا ما ريب دهر صدعك شتت شمل نفسه ليجمعك)
فأين الناس من الصداقة الصادقة الصالحة ،التي تهدي الإنسان لطريق الخير والسعادة ، فكما يقول البعض :أن الصديق الصالح هو الذي رؤيته تذكرتي بالله ،والذي يساعدني على ذكر الله فإن رآني ذاكرا أعانني وان رآني غافلا ذكرني ، فهذه فعلا هي الرفقة الصالحة التي بها يسعد الإنسان وينشغل بذكر الله، فيكون ممن قال الله عز وجل فيهم والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما) فما أجمل الصديق الذي يدعوا غيره إلى طريق الاستقامة فيكون عونا لغيره في عمل الخير وما أجمل من أن يكون هناك أحبة في الله يساعدون بعضهم في فعل الخير، والدوام على طاعة الله وذكره في كل حين.
فالرفقة هي السبب الأول والأخير في صلاح الإنسان وفساده . فمتى كان الإنسان صالحا وصاحب قلب مؤمن قوي بالله، صلح الناس من حوله وكان سببا في صلاحهم .
والرفقة السيئة هي سوء وشر كبير يصيب الإنسان ولا أصعب منها ولا اضر، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) أو كما قال .
فصديق السوء يجر أصحابه ورفاقه إلى طريق جهنم ، فكم من الناس الذين كانوا يتمتعون بالصلاح والخير، لكنهم وبعد مصادقة أصحاب القلوب القاسية التي تجر الناس معها إلى ارتكاب المعاصي انقلب حالهم من أصحاب قلوب مؤمنة صالحة إلى أصحاب قلوب قاسية تترك عبادة الله وتذهب إلى عبادة غيره.
صديق السوء لا يفيد غيره بل يضره و هو السبب الأول في فساد نفسه وفساد غيره ، يدعوه لارتكاب المعاصي والمنكرات وترك الخير والصلوات، إتباعا لأعداء الله تعالى من شياطين الإنس والجن.
خلاصة كلا مي هو أنني أريد من القارئ الكريم أن يبحث عن الرفقة التي ستأخذه إلى طريق الجنة ، فيكون من أصحاب القلوب السعيدة ويكون من أصحاب القلوب المؤمنة الخاشعة لله ...أعينهم دامعة وألسنتهم ذاكرة لله مستبشرة بالخير والتوفيق. ويكون ممن يفوزون بحمل كتابهم باليمين ورفقة الرسول الكريم في جنة نعيم. أخيرا أقول : تذكر قول الله تعالى:
(هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون. الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين .
يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا انتم تحزنون) من فقد الله فماذا وجد ومن وجد الله فماذا فقد...؟ّ!
ومتى كان الله مع الإنسان فمن عليه ومتى كان الله على الإنسان فمن معه....؟ّ!
أسال الله العظيم أن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر .
أختكم في الله :
فتاة المجد.
ضئ القمر Admin
المساهمات : 1531اعلام الدول : مزاجى : المهنه : الهوايه : نقاط تميز : 444تاريخ التسجيل : 17/09/2008
من فقد الله فماذا وجد ومن وجد الله فماذا فقد...؟ّ!
بارك الله فيك أختي فتاة المجد , لوتدرين إنوا المعنى إل كنت أبحث عنه اليوم بارك الله فيك على أن ذكرتني به
إذا المـرء لا يرعـاك إلا تكلـفـاً * * فدعـه ولا تكثـر عليـه التأسـفـا ففي الناس أبدال وفي التـرك راحـة * * وفي القلب صبر للحبيب ولـو جفـا فما كـل مـن تهـواه يهـواك قلبـه * * ولا كل من صافيته لـك قـد صفـا إذا لم يكـن صفـو الـوداد طبيعـة * * فـلا خيـر فـي ود يجـيء تكلفـا ولا خير فـي خـل يخـون خليلـه * * ويلقـاه مـن بعـد المـودة بالجفـا وينكـر عيشـاً قـد تقـادم عهـده * * ويظهر سراً كان بالأمس فـي خفـا سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق * * صـدوق صـادق الوعـد منصـفـاً