علاقة مشبوهة !!!
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله القائل :{ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}
وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد من قال في حديثه الشريف: (( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته))
إنها علاقة من أشرف وأجل و أقدس العلاقات وكم اعتذر لوضعها تحت تعبير أو مصطلح (( علاقة مشبوهة )) وإن كان الهدف هو النفي وليس الإثبات بعد أن عبر عنها البعض وكأنها علاقة مشبوهة لا يفضل التعامل على أساسها .. وقبل أن نخوض في طرحها يجب أن نتفق على معنى مصطلحات رئيسية هامة في موضوعنا
مصطلح (( علاقة )) ماذا نعني به ؟
العلاقة : لغة : هي الصلة أو الرابط بين شيئين أو أكثر
العلاقة الإنسانية : العلاقة الإنسانية هي كل علاقة تقوم بين شخصين أو أكثر لتلبية حاجة عاطفية أو اجتماعية، أو تحقيق هدف اقتصادي أو تربوي أو ثقافي أو عسكري...الخ
أما العلاقة الأبوية محور الموضوع فهي أ سمى العلاقات جعلها الله تبارك وتعالى في أعلى الرتب وخصها بأعظم الثواب ولكنه جل في علاه علق عليها أيضا عواقب وخيمة عند جهل مسؤولياتها أو إهمالها، والمحزن في الأمر أن مصطلح علاقة أبوية اليوم يستخدمه الكثيرون كناية عن الاستبداد والسيطرة والأمر والنهي(( وصاية مستبدة )) فتصبح هذه العلاقة السامية في أذهاننا سجن يجب الخروج منه وعلاقة يجب التخلص منها بدل أن تكون مصدر كل فخر فإن أردتم أن تكونوا أباء ناجحين إياكم أن تكونوا أباء أو أن تكنِ أمهات بل كونوا أصدقاء وحسب ...!
* ولكننا نقول إذا خصك الله أن تكون أبا فكن أهلا لهذا يكن لك ابنك عونا ابنا.. وأخا.. وصديقا
ـ أو ليست عظمة هذه العلاقة أن تسير كما أرادها الله ؟
ونتطرق إلى مصطلح آخر يقود الخطى لترسيخ هذه العلاقة
مصطلح التربية .. ماذا يعني ؟
التربية : لغة: فهي مأخوذة من ربى يربي أي نشأ وترعرع
اصطلاحا وكما عرفها علماء التربية : هي عملية بناء الطفل شيئا فشيئا حتى يبلغ حد الكمال والتمام.
و تنقسم التربية إلى عدة أقسام منها : التربية الأبوية ، والتربية المدرسية ، وتربية الدعاة ...الخ
وما يعنينا هنا هو التربية الأبوية ....
وهنا نستطيع إدراك أن هذه المسؤولية تقع أولا وبشكل رئيسي على عاتق ولي الأمر على عاتق الوالدين
وهكذا يأتي التأثير على الأبناء في اختيار مسارهم وديانتهم قال صلى الله عليه وسلم ((ما من مولود إلا ويولد على الفطرة، (أي الإسلام) فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه))
ومن ثم تأتي العناية بتربية أبناء ينتفع بهم في الحياة وبعد الممات وفي الآخرة أبناء ترتفع الأمة بهم ولا تشقى ولعلها دعوة ينادى بها المنادي { ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين } فيراد بها أبناء تقر العين بصلاحهم وطاعتهم لله
ولكن ترى ما هي صفات المربي الذي يستطيع أن ينشأ الأبناء المفتخر بهم ؟
صفات المربي :
_استشعار عظم هذه المسؤولية
_ أنت القدوة في الخلق والسلوك
_ عادل لا يفضل أحدا على احد
_الحزم والرفق( (اثني على الصواب ولا ترضى عن الخطأ ))
_الناصح المغير
_الوجود والحضور في الأسرة
وصفات عديدة تضع خطوط عريضة في تربية الأبناء حتى تربطهم أولا وآخرا بالله عز وجل .
* قد يستطيع الأب أن يكون صديقا وصديقا حميما ، لكن الصديق لن يكون أبدا أبا
لماذا لا تكن أبا فيتخذ ك ابنك صديقا دون أن يلغي أبوتك ، فلا تلغي أبوتك محاولا فرض صداقة قد تكون فاشلة بينك وبين ابنك
فلماذا تحاول الهروب من العلاقة الأبوية وكأنها علاقة مشبوهة تدور حولها الدوائر فتتقي الدلالة بها حتى تكون على قدر من الثقافة وحسن التعامل وتمتلك القدرة على التربية بمفهوم حضاري تستطيع من خلاله أن تكتسب أبناءك (( والحقيقة أن ابنك ما عاد يقبل بك أبا أو صديقا )) فقد جعلت من العلاقة الأبوية في نظر ابنك ((وصاية مستبدة)) بحقه كابن لك بينما هي أسمى وأجل العلاقات جعل الله فيها عبادة وبالمقابل لا يستطيع هذا الابن أن يتخذك صديقا فهناك فوارق عديدة في الأفكار وطريقة التعامل مع الأشياء ..
*فلا تتنطع بفلسفة أنا لا أتعامل كوالد فقط أحسن التعامل كوالد
قال ابن عباس رضي الله عنهما ثلاث آيات نزلت مقرونة بثلاث لا تقبل منها واحدة بغير قرينتها أي أحداهما قول الله تعالى أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لم يقبل منه الثانية قول الله تعالى وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فمن صلى ولم يزك لم يقبل منه الثالثة قول الله تعالى أن اشكر لي ولوالديك فمن شكر الله ولم يشكر لوالديه لم يقبل منه ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: رضا الله في رضا الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين
* أو لا يجدر بنا التمسك بهذه العلاقة أباء وأبناء
فإن كانا لنا والدين فهما باب لنا إلى الجنة وان كان لك أبناء فنرجوا أن تكون تربيتك لهم شفاعة لك إلى الجنة
(( اللهم حرم على وجوه والدينا النار وارحمهم كما ربونا صغارا وأعنا على البر بهم مادمنا أ حياء وارزقنا برضاك وفضلك رضاهم عنا ))
والحمد لله رب العالمين