قال الله تعالى ممتناً على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ومذكراً له على نعمته عليه " ورفعنا لك ذكرك "
فكيف رفع الله ذكر محمد صلى الله عليه وسلم :
الجواب : رفع الله ذكر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بعدة أشياء منها :
1. أنه جعل اسمه قرينا له في الشهادتين ( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ) قال مجاهد : رفع
الله ذكره في الدنيا والآخرة فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادي بها : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن
محمداً رسول الله .
2. ذكره معه في الأذان حيث ينادى بالصلاة , وهذا داخل في الأول , ولكن أفرد لأنه رفع معنوي وحقيقي , فصوت
المؤذنين يرتفع مجلجلا في السماء ينادي بالشهادتين , وبهذا المعنى قال حسان بن ثابت رضي الله عنه :
وضَمَّ الإلهُ اسمَ النبيِّ إلى اسمه إذا قال في الخمس المؤذنُ : أشهدُ
وقال الصرصري :
لا يصح الأذان في الفرض إلا باسمه العذب في الفم المرضي
3. رفع الله ذكره في الأولين والآخرين ونوه به حين أخذ الميثاق على جميع الأنبياء والمرسلين أن يؤمنوا به , وأن
يأمروا أممهم بالإيمان به .
4. أن أنزل عليه القرآن , وهو كلام الله العظيم , فرفع الله به ذكر نبيه قال تعالى : " وإنه لذكر لك ولقومك " .
فهل بعد هذه الرفعة من مكانة , ألا رغمت أنوف الشانئين , وذلت رؤوس الحاقدين على خير البرية وسيد البشرية ,
وصدق الله تعالى إذ يقول " إن شانئك هو الأبتر " .
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبيك وعبدك محمد صلى الله عليه وسلم , وارزقنا محبته , وشفاعته , وصحبته في الدار
الآخرة يا رب العالمين .