إنصحي صديقتك ، ولكن ....

إنصحي صديقتك ، ولكن ....
تحبينها ، تريدين الخير لها وللجميع حولك .. وطبعاً الدين النصيحة .
لقد حاولت تقديم النصيحة لكن لافائدة ولم تجدي نتيجة لكل محاولاتك ؟!
قبل أن تيأسي ، وقبل أن تديري لها ظهرك وتنفضين يديك منها ، وقبل أن تتحولي إلى العصبية في ردة فعلك وتخرج النصيحة التي تقدمينها من كونها نصيحة لوجه الله تعالى إلى أن تصبح نقد صريح ، هل فكرت في أن نصيحتك لم يكن لها نتيجة لخطأ في اسلوب نصحك نفسه

أنصحي صديقتك ، ولكن ....

آداب النصيحة :

قبل أن تنصحي صديقتك أعلمي أن النصح مثل كل الأشياء له آداب عليك الإلتزام بها ، لتحقيق الهدف الذي تسعين له من هذه النصيحة .
وأهم الأهداف التي تريدين لها أن تتحقق طبعا هي أن تستمع صديقتك لك بصدق وإخلاص، أن تفهم وتتفهم ما تحاولين أن توصليه لها، والأهم أن تدرك أنك تهدفين لمصلحتها ولا تنتقدينها أو تهاجمينها.
للنصيحة آداب التزمي بها في نصح صديقتك وإن شاء الله ستكونين خير الناصحين:

• إخلاص النصيحة لوجه الله :

الصدق والإخلاص يصلان بسرعة إلى القلوب ويسهل تصديق صاحبهما ، فلا تكن نصيحتك بهدف الحصول على سمعة أو رياء وليقال عنك ماتحبين سماعه من المديح ، وكذلك مهم الحرص على ألا يكون لنصيحتك هدف دنيوي تسعين له من وراءها فذات يوم سيظهر هذا للعلن ولن تُقبل منك نصيحة بعدها أبدا حيث ستفقدين مصداقيتك لدى الجميع ، ولا تنصحي لمجرد أن تظهري بمظهر العارفة المتميزة أو الصالحة بين اآخرين فهذا يُنفر منك الجميع لاحساسهم بأنك إنما تتكبرين بمعرفتك وعلمك عنهم .
إن رضاء الله وحده هو هدفك من النصيحة ، وحبك لأختك في الله وخوفك عليها هو ما يحرك نصحك ، فالتزمي بذلك بينك وبين نفسك وذكري نفسك به في كل الأوقات.

• العلم بما تنصحين:

فلا اسوأ من الناصح الجاهل الذي يتظاهر بالمعرفة فيفتضح أمره سريعا وينفض الجميع من حوله ولا يسمع له أحد بعدها ، هذا بالإضافة إلى أن النصح بجهل قد يؤدي بك في النهاية ودون أن تدركي إلى ارتكاب معصية ، فالنصيحة نوع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإذا لم تكوني على معرفة كافية بما تنصحين به قد يختلط عليك الأمر فتنهين عن معروف وأنت تظنين أنك إنما تبعدينها عن منكر ، وتأمرين بمنكر وانت تظنينه معروف .

• الستر لا التشهير:

إحرصي على الاسرار بنصيحتك وعدم التشهير بصديقتك عند نصحها ، وليكن الحديث خاصاُ بينكما بهدوء وبصوت منخفض ، فالنصيحة أمام الناس توبيخ وتقريع لا يقبله الناس ، وعادة ماتكون ردة الفعل على التشهير بالنصح تتجاوز مجرد عدم الاستماع لك إلى فقدان صداقة الآخرين لك .
وكما قال الإمام الشافعي :
تعهدني بنصحك في انفرادي وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع من التوبيخ لا أرض استماعه
فإن خالفتني وعصيت قولي فلا تغضب إذا لم تُعط طاعة

• الرفق في النصح :

ابتعدي عن العنف والعصبية في استخدام كلمات نصحك لصديقتك ، واحذري من اللوم الصريح والعتاب خلال النصيحة بل ترفقي في اختيار كلماتك واسلوب حديثك، فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم " ما كان الرفق في شيء إلا زانه " .

• وتقبلي النصح دائماً :

إن قدرتك على تقديم النصيحة ورغبتك في ذلك لايجب أن تكون عائقاً أمامك ويمنعك عن تقبل نصح الآخرين لك وحسن الاستماع لهم ، والعمل بخير ما ينصحونك به ، فقد اعتبر السلف الصالح النصيحة هدية يقدمها الناصح لهم ، فكما قال عُمر بن الخطاب رضي الله عنه :" رحم الله امرء أهدى إليّ عيوبي " .