هديه صلى الله عليه وسلم في الشيء يعجبه ويخاف عليه من العين *
قال تعال :
( لولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) الكهف 39 .
* قوله " ولولا " أي : هلا ، كلمة حض وحث ، أي : هلا قلت عند دخولك جنتك وإعجابك بها ، ما شاء الله ، أي :
ما فيها من الحسن والنضارة والخضرة ، هو ما شاء الله تعالى ، ولا قوة إلا به سبحانه ، فما شاء كان وما لم يشأ لم
يكن .
1 ــ قال ابن عباس رضي الله عنهما : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( العين حقٌ ، ولو كان شيءٌ سابق القدر ، لسبقته العينُ ) رواه مسلم .
* قوله " العين حق " يعني : الضرر الحاصل عنها ، لا ينكره إلا معاندٌ أو مكابر .
" ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين " أي : لو أمكن أن يسبق شيءٌ القدر ، في إفناء شيء وزواله قبل أوانه المقدر
له " لسبقته العين " لكنها لا تسبق القدر .
وهذا من المبالغة في إثبات العين .
----
2 ــ وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا رأى أحدكم ما يعجبه في نفسه أو ماله ، فليبرك عليه ، فإن العين حق ) رواه ابن السني وغيره .
* قوله " إذا رأى أحدكم ما يعجبه " أي : إذا رأى ما يستحسنه ويرضاه ، من أعجبه الشيء إذا رضيه .
وكذا إذا عَلِم وإن لم ير .
" فليبرك عليه " أي : ليدع له بالبركه ، بأن يقول : اللهم بارك فيه .
-----
3 ــ قال أبو سعيد رضي الله عنه :
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان ، وعين الإنسان ، حتى نزلت المعوذتان ، فلما نزلتا أخذهما ، وترك ماسواهما ) قال الترمذي : حديث حسن .
* قراءة المعوذتين له تأثير عجيب ، من الاستعاذة بالله تعالى من جميع الشرور ، والتحصن به سبحانه من سائر المؤذيات ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام : < ماتعوذ المتعوذون بمثلهما > رواه أبو داود .
قال أبن القيم : والمقصود الكلام على هاتين السورتين ، وبيان عظيم منفعتهما ، وشدة الحاجة بل الضرورة إليهما ، وأنه لا يستغني عنهما أحد قط ، وأن لهما تأثيرا خاصا في دفع السحر والعين وسائر الشرور , أن حاجة العبد إلى الاستعاذة بهاتين السورتين ، أعظم من حاجته إلى التنفس والطعام والشراب واللباس ( التفسير القيم ص537 ) .